أحمد القنديلي مهداة إلى الرفيق علي فقير 1
موزَّعا بين وهْج الوقت
ووهج رغائبكَ الجامحهْ سأجيئْ سابيا شهقة الخطوِ أو زفرة الوأدِ بين خرائبك النائحهْ. 2ليتني ماء
أتخلل كل الشقوقْ ضاحكا وأبرعم ما أشتهي من بقايا جذور صلصالي معي بدء البدء مأوى منتهى. أشتهي القول: كن فأكون كائنا مثلما أشتهيني أكون: معنى أو هيولى أو ماء دافقا في الهواء. 3لم أجد في فيك لعابا يرويني
يَتُها الكأس المُرّة سأتيه أجر خيوط دماء جراحات متعانقهْ نائحا قيلولتك الدافئهْ. نامي يتها الكأس السكرى وليبق لعابي سيولا تُهرق خارج كل مدى. 4ليته يختفي من مساءاتنا
لونه مقبرهْ. وجهه بومة عمياء تحتفي باليباب. مذ أتى ينتشي بانكساراتنا جاء القحط والصهد والفيضانْ، لم تنبت سنبلة برج الخنزير البري جاء حول موكبه ليته يختفي من صباحاتنا. 5يا علي
جئتنا باكيا خلخلتك الجموع الفائرة فجهشت ابتهاجا بوهْج جاشت تضاريسه سيجيئ. كم يخجلني صوتك المائي دُمْ لنا شاهدا وشهيدا وعقرب بوصلة ساهرهْ ماذا لو منحناك أدمعنا؟ لم لا تحتفي بجراحاتنا كي تبلسمها؟ هل سنبقى نعانق فيك انتظاراتنا الحارقه؟ دم لنا ماء ورذاذا وثلجا يبلّ جوارحنا النافرة.6
دمهم ملتقى الطرقات
كلّهم عبرواْ حبل السُّرهْ أحببتهم واحدا واحدا ما أروعهم من قساهْ ! يهجرون أسرّتهم خلسة كاللصوص ثم يشترطون بقاء روائحهم في قهوتنا كالهيل الناذر كالحزن الندي. ليتهم باقون معي ليتهم سرقوا شايي ما أزكى دم الطرقات! 7مِفرّ
مفر لك الكبوة الكبرى فلا وقت يدحو أخاه لا وقت يصحو سآوي إلى قاع بئر يقيني سماع الصدى. هناك سألهو بمائي وألهو بصهدي ويلهو بيتمي شهيد خطا خطوه نحو دالية حبلى في انتظار الهواء .