وضع المرأة في المجتمع إحدى القضايا الهامة عند علماء الإجتماع والباحثين الذي سخروا علمهم لمعالجة المشاكل التي تكون المرأة محورا فيها مع الجنس الآخر- الرجل – أو مع مجتمعها بأكمله.
العادات الإجتماعية في مجتمعاتنا العربية لها سطوة تتجاوزة فرائض الشرع “أحيانا “حول ظاهرة إنسانية قائمة على مر الزمن تكدس عليها ما يثقل كاهل تلك النسوة اللاتي يفترقن عن أزواجهن بالطلاق أو يفقدنه بالوفاة.
ينظر المجتمع إلى المطلقة نظرة قاسية وكأنها مرض يخشى إنتشاره ،والغريب في هذه النظرة الغير إنسانية أن من يغذيها في أغلبهن نسوة أخريات ممن يعشن حياة أمنة مطمئنة وسط أسرة قد لا تخلو من المشاكل أيضاً.
الموروثات الإجتماعية التي تصل حد التشفي في نسوة يعشن في مجتمع تتحكم فيه تلك العادات المتوارثة في بيئة خصبة من جهل يغذيها ولم تجد من يُقوِّمها أو يتصدى لها ،حتى أصبحت مشكلة معقدة يستعصي حلها في وجود شريعة رسمت خطوطا لكل حالة كان الجهل بها وتجاوزها من أهم العوامل التي رسخت تلك النظرة القاسية نحو المطلقة أو الأرملة.
لعل عدم الأخذ بالشرع من الأسباب التي غذت تلك النظرة نحو المرأة المطلقة رغم أن الطلاق من الحلال البغيض ولا يخلو منه مجتمع على وجه الأرض لأن أسبابه دائما متوفرة حين لا يكون هناك وفاق بين الزوج والزوجه وتستعصي الحلول وتغلق أبواب الآستمرار في الحياة الزوجية.
تتفاقم تبعات الطلاق بشكل مأساوي أن كان هناك أبناء من الأطفال،الأمر الذي يفترض إيجاد حلول وترتيبها قبل أن يقع لأن النتائج وإن لم تظهر وقتها فإن تبعاتها ستكون خطيرة على الطفل الذي يكبر وينشأ في غير مناخه الطبيعي بين أم وأب،وقد ينتج عن ذلك إنسانا شريرا يحقد على المجتمع ومن فيه ولا يمكنه تكوين أسرة سوية إن فعل بل ستبقى صورة “طلاق”أبويه ماثلة أمام عينية يراها نتيجة حتمية لكل زوجين أو قد يتمناها لكل زوجين و من غير المستبعد أن هذا الطفل سيكون مجرما في حق نفسه والمجتمع إن عاش حياة قاسية نتيجة طلاق أبويه.