كلما شـاهدتُ كويتيـاً أو سـعودياً ( وخاصـة اؤلئك الذين يعتبرون “الـدشـداشـة” رمز العـروبـة الأصيل الذي لا يجوز التخلي عـنـه حتى عـنـدما يرتادون ملاهي أوروبـا ومـواخيرهـا!!)
لقـد دأب الكثيرون من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين والتونسيين والمغاربـة،
على وصف بعض الكويتيين والسـعوديين بأوصاف قبيحة ،
وهي أوصاف لا تطلق جزافاً بل جاءت بعـد أن “طـفـح الكيل” ،
و “بلغ السـيل الـزُّبى” من تصرفات بعض الكويتيين والسعوديين ،
اللذين يعتقـدوا أنهم ـ بـدنانيرهـم وريالاتـهـم ـ قـادرون على شراء “كل شيء” ،
بما ينشـر من أحقاد في صحفهم الصفراء ومحطاتهم الفضائية…
لكل هـولاء السـفـلـة والمارقين ،
لا يملك المرء الا أن يـُردد ما قـالـه محمـد مهـدي الجـواهري :
“عــلامَ يشـتـدّ المـُمـثـل منـكـم
رفـقـا بســاعـة تـُرفـع الأســتارُ!!”…
ولكن… إذا لم تسـتح ، فـاصنع ما تشــاء!!
ليس ثمـة دستور ، أو قانون أسـاسي مـدوَّن ،
ينظم العـلاقـة بين قـطاع الطـرق أو تـجـار المخـدرات أو اللصـوص …
لكن العلاقـة بين هـؤلاء واضـحـة تمـامـا ،
ويحكمـهـا “عـُرفٌ” متفق عليـه ،
وكل من يخرج على العـرف ، يفقـد “شـرفـه المهـني” ،
كقـاطع طريق …أو تاجر مخـدرات… أو لـصّ … أو قـَـوَّاد…
إن القـارئ يكـاد يخرج من جلـده ،
عـنـدما يقـرأ تعليقـات “الخبراء” و “المفكرين” و”المحللين السياسيين” العـرب ،
عن الدور الذي تـقـوم بـه الولايات المتـحـدة الأمريكيـة ،
وسـعـيـها “المشـكور” في تحقيق الديموقراطية في الشرق الأوسـط
إن النظـام الذي يـُسـبِّح هؤلاء المرتـزقـة المـارقون بـحـمـده ،
هو النظـام الذي أعـطى “راعي البقـر” دور الشـرطي ،
في عـالم على هـذه الـدرجـة من الفـوضى والقـمـع…
وهـذا النظـام بالـذات هـو المسـؤول عن ظهـور
حـالات السـفاح الفكري لـدى بعض المثـقـفـيـن العـرب .
وبـعــد ؛
في قصـيدتـه الأخيرة التي ألقـاهـا في لـنـدن قيل وفـاتـه بـبـضـعـة أيـام ، قـال شـاعـرنا الفلسـطيني الراحـل مـُعـين بسـيسـو ، وكـأنـه يـوجـه سـهـام نقـده الى هؤلاء المارقين وأمثالهـم :